آخر الأحداث والمستجدات
مزبلة برج مولاي عمر، إلى هذا الحد تغتصب البيئة ويحتقر الإنسان،صور

داخل حي "برج مولاي عمر" الشعبي تنتشر المزبلة بين المنازل، ووسط المارة والباعة، وكأنها قدر محتوم على حي يعرف كثافة سكانية كبيرة.
مزبلة برج مولاي عمر، أو هكذا سميناها، قبل أن يجتهد المسؤولون ويجدوا لها اسما مناسبا ثم يثبوا علامة تشير إلى موقعها، وتدعو السكان والأجانب إلى زيارتها لتشجيع السياحة الداخلية، تضم مختلف أنواع النفايات، فكل من باعة الخضر والفواكه ومختلف المواد الغذائية، وكذا باعة السمك واللحوم والدجاج وغيرها يلقون بها ما تجود البقايا عليهم، كما أنها تستقبل أيضا النفايات المنزلية، ليختلط الكل من أجل خلق تلك اللوحة المتنوعة والغنية بالألوان والروائح.
وأد للبيئة واحتقار للإنسان، فكيف تجتمع أزبال وسط السكان لعدة أيام، حتى تشكل هضبة من المواد المناسبة لنقل الأمراض وتشويه مكان يغلي بالسكان، خصوصا حينما تصبح المزبلة مائدة مناسبة للدواب وللكلاب وللطيور، فيصير نقل الأمراض والجراثيم والأوبئة أمرا يسيرا.
أما السكان فيقبلون بالأمر على مضض، بساطتهم واستئناسهم بالأمر جعلتهم يتعايشون مع هذه المصيبة التي لا تحرك المسؤولين، فماذا سيخسر هؤلاء لو أنهم قاموا بتجميع الأزبال يوميا عند نهاية أنشطة الباعة؟ خصوصا وأن شركات النظافة تستفيد من أموال طائلة مقابل خدمات لا تؤديها.
هل يقبل عاقل مشاهدة هذا المنظر البئيس في عصر العولمة وبداية الألفية الثالثة؟ هل من المقبول أن تستغل بساطة المواطنين من أجل الاستمرار في إلحاق الأذى بهم بهذا الإصرار والترصد؟ هل من الضروري السماح بإقامة "سويقة" شعبية إذا كانت متابعتها وتنظيفها أمر غير ممكن؟ وهل من اللازم أن يستمر هؤلاء المسؤولون في مهامهم إذا لم يستطيعوا حماية صحة المواطن والحفاظ على سلامة بيئته و وسطه المعيشي؟
حقا إنه العبث الممنهج، والإصرار على اغتصاب أبسط حقوق المواطنين. هي نداءات وجهت أكثر من مرة، فهل من مجيب؟
الكاتب : | سرحان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-05-20 22:54:56 |